الثلاثاء 29 يوليو 2025 04:24 مـ 4 صفر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

حصري .. تفاصيل الساعات الأخيرة في سنحان و كيف انهار ”حصن عفاش” ؟

الثلاثاء 29 يوليو 2025 08:50 صـ 4 صفر 1447 هـ
حصري .. تفاصيل الساعات الأخيرة في سنحان و كيف انهار ”حصن عفاش” ؟

كشفت مصادر ميدانية عن تفاصيل دقيقة من داخل قبيلة سنحان، مسقط رأس الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، خلال الساعات الأخيرة التي سبقت مقتله في قرية "الجحشي"، الواقعة جنوب العاصمة صنعاء.

وأفادت المصادر لـ"المشهد اليمني"، أن الرئيس الراحل كان قد كلف عددًا من كبار القادة العسكريين من أبناء منطقة سنحان، وعلى رأسهم اللواء مهدي مهدي مقولة، القائد السابق للمنطقة العسكرية الجنوبية ومستشار رئيس الجمهورية لاحقًا، بالإضافة إلى اللواء الركن أحمد شملان، واللواء محمد زيد ، بتأمين القبيلة . وقد شملت التعليمات تحصين الجبال وقطع الطرق الرئيسية، وتوزيع الأسلحة على المقاتلين من أبناء المنطقة .

إلا أن المفاجأة، بحسب المصادر، أن أبناء القبائل لم يتسلموا أي قطعة سلاح، رغم تخصيص أكثر من 12 ألف قطعة لتحصين المنطقة.
وأشارت المصادر إلى أن العديد من أبناء القبيلة اضطروا إلى بيع أسلحتهم بسبب الأزمة الاقتصادية بعد توقّف صرف الرواتب، حيث إن معظمهم من الجنود محدودي الدخل . كما قوبلت طلباتهم بالحصول على أسلحة جديدة بالرفض، ما دفع كثيرًا منهم للعودة إلى منازلهم خائبين .

وأضافت المصادر أن المقاتلين القلائل الذين تحركوا من قرى الربع الشرقي بصنعاء نحو معسكر "السواد"، بناءً على توجيهات القيادات العسكرية المكلفة من صالح ، تفاجأوا بكمين محكم نصبته لهم عناصر جماعة الحوثي.
وأوضحت أن المعسكر كان مطوقًا من الجبال المرتفعة، وأن الأسلحة والدبابات المتواجدة فيه كانت معطلة، مما أدى إلى أسر المئات منهم، ومقتل أكثر من عشرين مقاتلًا في الهجوم المباغت.

وتشير المعطيات إلى أن معظم قرى سنحان باتت خالية من المقاتلين، باستثناء من تبقى في "حصن عفاش" في قرية بيت الأحمر، حيث كان يريد يتحصن الرئيس الراحل. أما بقية المناطق، فكانت مطوّقة بشكل كامل من قِبل عناصر حوثية جاءت من قرى مجاورة مثل "حزيز" و"مسعود"، وكذلك من قرى داخل سنحان، منها "الجحشي"، و"الجيرف"، و"سيّان"، و"مقوله"، و"شعسان" و"شيعان "، وقد تم تعزيزهم بعشرات العربات العسكرية الحوثية ، بما فيها عربات مدرعة لم تتأثر بنيران الأسلحة الفردية.

وفي تطور لافت، كشفت المصادر أن المجموعات المسلحة التي كان صالح قد جنّدها ضمن تحالفه مع الحوثيين، مثل "كتائب الملصلي"، تحوّل ولاؤها لاحقًا لصالح الحوثيين، بعد استقطابهم من قبل الجماعة. وأوضحت أن هؤلاء المقاتلين، المدعومين من ضباط سابقين في الحرس الجمهوري، هم من قادوا الهجوم على "حصن عفاش"، حيث قتلوا أفراد الحماية، ونهبوا الأسلحة والأموال التي كان صالح يحتفظ بها في قصره في قرية بيت الأحمر .

تُظهر هذه الوقائع أن ما جرى في سنحان لم يكن مجرد انهيار عسكري، بل نتيجة لتحالف هش وغير مدروس بين صالح والحوثيين، انتهى بخيانة داخلية مهّدت الطريق لإنهاء حكمه ومقتله في ظروف لا تزال تفاصيلها تثير الكثير من الجدل حتى اليوم .

موضوعات متعلقة