الخميس 7 أغسطس 2025 12:10 صـ 13 صفر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

تنفيذ حكم الإعدام بحق امريكي بعد إدانته بقتل صديقته وطفليها

الخميس 7 أغسطس 2025 12:47 صـ 13 صفر 1447 هـ
المتهم والضحايا
المتهم والضحايا

نفذت سلطات ولاية تينيسي، صباح اليوم الأربعاء، حكم الإعدام بحق السجين بايرون مايكل بلاك (69 عامًا)، بعد إدانته بارتكاب جريمة قتل مروعة شملت صديقته وابنتيها الصغيرتين قبل أكثر من عقدين من الزمن. وتُعد هذه الإعدامة الأولى في الولاية منذ عام 2020، وتُجدد الجدل حول استخدام عقوبة الإعدام، لا سيما في ظل التحديات الطبية والقانونية المرتبطة بتنفيذها.

وأُعدم بلاك بحقنة قاتلة داخل سجن "ريفربيند" شديد الحراسة في مدينة ناشفيل، حيث تم الإعلان عن وفاته رسميًا في الساعة 10:43 صباحًا بالتوقيت المحلي، وذلك بعد نحو عشر دقائق من بدء إجراءات تنفيذ الحكم. ووفقًا لما أفاد به مسؤولو إدارة السجون في تينيسي، سارَت العملية وفق الإجراءات المتبعة، لكن الشهود أفادوا بأن بلاك صرخ من شدة الألم لحظة دخول الحقنة، مما أثار تساؤلات حول معاناته خلال اللحظات الأخيرة من حياته.

وأثارت هذه الحادثة مخاوف حيال "الإعدام القاسي"، وهو مفهوم قانوني يُستخدم لوصف حالات قد تُعد انتهاكًا للبند الثامن من الدستور الأمريكي، الذي يحظر العقوبات القاسية أو غير العادية. وقبل تنفيذ الحكم بساعات، قدّم فريق الدفاع عن بلاك طعنًا طارئًا أمام المحكمة العليا الأمريكية، مؤكدًا أن تنفيذ الإعدام قد يُسبب له معاناة لا تُحتمل.

وأوضح المحامون أن بلاك يعاني من حالة قلبية خطيرة، ويحمل جهاز تنظيم ضربات القلب (Pacemaker) مزروعًا داخل جسده. وحذروا من أن المواد الكيميائية المستخدمة في الحقنة القاتلة قد تؤدي إلى تفاعل كهربائي مع الجهاز، ما قد يُفعّله تلقائيًا ويُسبب له صدمات كهربائية متعددة ومؤلمة قبل الوفاة، في مشهد يُشبه "الموت المتعدد". ورغم هذه المخاوف الطبية، رفضت المحكمة العليا الأمريكية التدخل، ما مهّد لتنفيذ الحكم.

وأدين بايرون بلاك عام 1991 بقتل صديقته شيري ستيوارت (31 عامًا)، وابنتيها الصغيرتين، كريستينا (6 سنوات) وكارلي (2 سنوات)، في منزلهم بمقاطعة كوك، شمال تينيسي. واعترف بلاك في البداية بارتكاب الجريمة، ثم تراجع عن اعترافه لاحقًا، زاعمًا أنه كان تحت تأثير المخدرات والضغط النفسي. إلا أن الأدلة الجنائية والتحقيقات أثبتت تورطه، وحكم عليه بالإعدام بعد محاكمة استمرت عدة أسابيع.

وخلال جلسة الإعدام، تواجد عدد من أفراد عائلة الضحايا، الذين أعربوا عن شعورهم بالعدالة المنتظرة، بعد أكثر من 30 عامًا من المعاناة. وقال أحد أقارب الضحية شيري ستيوارت: "لقد استغرق الأمر وقتًا طويلاً جدًا، لكننا نشعر أن العدالة قد تحققت أخيرًا".

من جهتها، أثارت حالة بلاك جدلًا واسعًا بين النشطاء الحقوقيين ومنظّمات حقوق الإنسان، الذين ينتقدون استخدام عقوبة الإعدام، خصوصًا في الحالات التي تتضمن مشاكل صحية معقدة. واعتبرت منظمة "هيومان رايتس ووتش" أن "تنفيذ الإعدام في ظل وجود مخاطر طبية جسيمة يُعد انتهاكًا لكرامة الإنسان، ويُعرض الدولة لاتهامات بالتعذيب غير المباشر".

وتشير الإحصائيات إلى أن تينيسي واحدة من الولايات القليلة في الولايات المتحدة التي لا تزال تُنفّذ أحكام الإعدام بانتظام، وغالبًا ما تلجأ إلى الحقنة القاتلة، رغم الانتقادات المتكررة حول فعاليتها وآلامها. وتُعد هذه الحالة الخامسة التي يتم فيها تنفيذ حكم الإعدام في تينيسي منذ استئناف العقوبة عام 2018.

في الوقت نفسه، تواصل ولاية تينيسي مراجعة بروتوكولات الإعدام، في ظل ضغوط قانونية وطبية متزايدة، بينما تبقى قضية بايرون بلاك نموذجًا حيًا للجدل الدائر حول العدالة، والرحمة، وحدود القانون في عصر حديث يسعى إلى التوازن بين العقاب والحقوق الإنسانية.

موضوعات متعلقة