• الرئيسية
• المشهد المحلي

دشن وزير التخطيط والتعاون الدولي، القائم بأعمال وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، الدكتور واعد باذيب، اليوم في العاصمة عدن، المرحلة الثانية من توسعة شبكة الإنترنت بتقنية الجيل الرابع (4G) عبر خدمة "عدن نت"، مع بدء بيع الشرائح للمواطنين في محافظات عدن، أبين، لحج، وحضرموت، في خطوة تُعد نقلة نوعية في مسار تحديث البنية التحتية للاتصالات في المناطق المحررة.

216.73.216.105

وجرى التدشين بحضور عدد من القيادات الوطنية في قطاع الاتصالات، بينهم وكيل وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، رغيد الكثيري، والمدير التنفيذي لشركة "عدن نت"، منصور الوليدي، والمدير التنفيذي لشركة "تيليمن"، عبدالسلام السلفي، ونائب المدير التنفيذي للمؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية، غمدان العنشلي، إلى جانب ممثلي الجهات الفنية والتنفيذية المعنية.

وفي كلمته خلال حفل التدشين، أوضح الدكتور واعد باذيب أن إطلاق هذه التوسعة الواسعة لخدمة "عدن نت 4G" يأتي تنفيذاً لتوجيهات فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وأعضاء المجلس، وبإشراف مباشر من دولة رئيس مجلس الوزراء، في إطار رؤية وطنية شاملة تهدف إلى تحقيق العدالة الرقمية، وتمكين المواطنين في المحافظات المحررة من الوصول إلى خدمات إنترنت عالية السرعة، موثوقة، وآمنة، وتُدار بسيادة وطنية كاملة.

وأكد باذيب أن هذه الخطوة تأتي استجابةً للطلب المتزايد على خدمات الإنترنت في المدن الرئيسية، خصوصاً مع تنامي الحاجة إلى بيئة رقمية متطورة تخدم قطاعات التعليم، الصحة، التجارة، والخدمات الحكومية، إلى جانب احتياجات المواطنين الشخصية. وأشار إلى أن توسعة الشبكة تمثل حلقة أساسية في الخطة الوطنية الشاملة لبناء بنية تحتية رقمية متكاملة، تُسهم في تقليص الفجوة الرقمية بين المناطق، وتعزز من فرص النمو الاقتصادي، ودعم ريادة الأعمال، وتحقيق التحول الرقمي في الدولة.

وأوضح أن هذه المرحلة الثانية من التوسعة تتضمن توفير أكثر من خمسين ألف شريحة إنترنت جديدة للمشتركين، مع تغطية محسّنة للخدمة في مدن رئيسية مثل عدن، المكلا، زنجبار، الحوطة، وتكريم، إلى جانب دخول أولي إلى مدينة سيئون بوادي حضرموت، في خطوة تُعد سابقة في تمديد الخدمات الرقمية إلى مناطق داخل الوادي.

ولفت الوزير باذيب إلى أن الخطة التوسعية لا تتوقف عند هذه المرحلة، بل تشمل مرحلة ثالثة سيتم تدشينها قريباً، ومرحلة رابعة قيد التخطيط، بهدف الوصول بالخدمة إلى جميع المحافظات المحررة، وضمان تغطية شاملة لكافة المدن والمناطق، بما يحقق العدالة في توزيع الخدمات الرقمية.

وأشار باذيب إلى أن تمكين السيادة الوطنية على قطاع الاتصالات يُعد أحد الأهداف الاستراتيجية لهذا المشروع، من خلال تقليل الاعتماد على الشبكات والبنية التحتية التي تقع تحت سيطرة مليشيات الحوثي الإرهابية في صنعاء، والتي تُشكل خطراً على أمن البيانات والاتصالات الوطنية.

وفي إشادة خاصة، قدّم الوزير باذيب خالص الشكر والتقدير للأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة على دعمهم المستمر ومساندتهم الفنية واللوجستية، التي ساهمت بشكل كبير في إنجاح المشروع، مؤكداً أن التمويل الأساسي جاء من موارد ذاتية بدعم إماراتي حاسم، مما يعكس عمق العلاقة الأخوية بين البلدين، وحرص الإمارات على دعم اليمن في مساراته التنموية والرقمية.

ودعا الدكتور باذيب المواطنين والمهتمين إلى متابعة الإعلانات الرسمية التي ستُصدرها شركة "عدن نت" ووزارة الاتصالات عبر منصاتها الرسمية، بشأن آليات بيع الشرائح، وأسعار الاشتراكات، ونقاط التوزيع المعتمدة، مؤكداً أن عملية التوزيع ستكون شفافة ومنظمة، وتُراعي مبدأ العدالة والوصول العادل للخدمة.

من جانبه، أشاد المدير التنفيذي لشركة "عدن نت"، منصور الوليدي، بالجهود الكبيرة التي بذلها فريق العمل الوطني، الذي نجح – برغم الإمكانيات المحلية المحدودة – في إنجاز توسعة الشبكة، واستكمال تركيب الأبراج، وربطها بالبنية التحتية الدولية، عبر تعاون فني مع شركات اتصالات خارجية موثوقة. وقال: "لقد وصلنا إلى مرحلة الاستقرار التشغيلي، ونؤكد أن خدمة الإنترنت 4G جاهزة الآن للانطلاق، وسنبدأ فوراً بعمليات البيع والتسجيل، مع التزامنا بتحقيق أفضل جودة تشغيلية ممكنة".

وفي سياق متصل، عقد القائم بأعمال وزير الاتصالات اجتماعاً موسعاً مع قيادة شركة "تيليمن"، حيث أشاد بجهود الشركة في تحسين جودة خدمة الإنترنت الأرضي (ADSL)، ودعا إلى مضاعفة العمل الفني والإداري لضمان الاستقلالية الكاملة عن مركز الاتصالات في صنعاء، الذي لا تزال المليشيات الحوثية تسيطر عليه، مما يشكل تهديداً مستمراً لأمن الشبكة الوطنية.

وشدد باذيب على أهمية تعزيز التعاون بين جميع مزودي الخدمة، وتحفيز المنافسة الإيجابية، وتحسين تجربة المستخدم، بما يخدم المصلحة الوطنية، ويدفع بعجلة التحول الرقمي في اليمن.

ويُعد تدشين توسعة "عدن نت 4G" في مراحلها المختلفة نجاحاً وطنياً يُضاف إلى سلسلة الإنجازات في قطاع الاتصالات، ويُمثل خطوة متقدمة نحو بناء دولة رقمية حديثة، تُحقق للشعب اليمني حقه في الاتصال، والوصول إلى المعرفة، والمشاركة في الاقتصاد الرقمي العالمي.