فيتامين ”د” يبطئ الشيخوخة ويُحافظ على شباب الخلايا: هارفارد تكشف نتائج مذهلة بعد 4 سنوات من المتابعة

في تطور علمي لافت، كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة هارفارد أن تناول فيتامين "د" بجرعة يومية منتظمة قد يُبطئ عملية الشيخوخة البيولوجية بما يعادل نحو ثلاث إلى أربع سنوات، وذلك من خلال تأثيره المباشر على التيلوميرات، وهي البُنى الدقيقة الواقية الموجودة في نهايات الكروموسومات.
الدراسة، التي نُشرت في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية، اعتمدت على تجربة سريرية طويلة الأمد ضمن مشروع VITAL، وشملت أكثر من 1,000 مشارك تتراوح أعمارهم بين 50 و55 عاماً، تم تقسيمهم إلى مجموعتين: الأولى تناولت 2,000 وحدة دولية من فيتامين "د3" يومياً، والثانية تلقت دواءً وهمياً.
ما هي التيلوميرات؟ التيلوميرات تشبه الأطراف البلاستيكية في نهايات أربطة الأحذية، وتعمل كحواجز تحمي الحمض النووي داخل الكروموسومات من التآكل أو الاندماج غير الطبيعي. ومع التقدم في العمر، تقصر هذه التيلوميرات تدريجياً، وهو ما يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل السرطان، السكري، وأمراض القلب3.
216.73.216.105
نتائج الدراسة بعد مرور أربع سنوات، أظهرت المجموعة التي تناولت فيتامين "د" انخفاضاً في معدل تقصير التيلوميرات بنسبة تزيد عن 50% مقارنة بالمجموعة الأخرى، وهو ما يعادل تأخيراً في الشيخوخة البيولوجية بنحو ثلاث سنوات2. كما لوحظ انخفاض في مؤشرات الالتهاب وتحسن في بعض وظائف المناعة، مما يعزز فرضية أن فيتامين "د" يلعب دوراً وقائياً في مواجهة أمراض الشيخوخة4.
تحذيرات علمية رغم النتائج الإيجابية، شدد الباحثون على ضرورة الالتزام بالجرعات الآمنة، حيث يُوصى للبالغين بتناول ما بين 600 إلى 800 وحدة دولية يومياً، بينما تُعتبر الجرعة المستخدمة في الدراسة (2,000 وحدة) ضمن الحد الأعلى الآمن البالغ 4,000 وحدة دولية. تجاوز هذا الحد قد يؤدي إلى مضاعفات صحية مثل فرط الكالسيوم في الدم، وتكوّن حصى الكلى3.
رأي الباحثين الدكتورة جوان مانسون، رئيسة قسم الطب الوقائي في مستشفى بريغهام للنساء والباحثة الرئيسية في الدراسة، أكدت أن "هذه أول تجربة طويلة الأمد تُظهر أن فيتامين د يمكنه الحفاظ على طول التيلوميرات، مما يفتح الباب أمام استراتيجيات جديدة لمكافحة الشيخوخة البيولوجية".