الثلاثاء 23 سبتمبر 2025 10:59 مـ 1 ربيع آخر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

حين تتحول الأم إلى صرخة… مشهد في شارع جمال بتعز لن يمحوه الزمن.

الأربعاء 24 سبتمبر 2025 12:23 صـ 2 ربيع آخر 1447 هـ
والدة مرسال
والدة مرسال

ي مشهد مؤثر هزّ مشاعر المارة وأثار تعاطف أهالي الحي، انهمرت والدة المرحوم مرسال العيدروس بالبكاء والصراخ وسط شارع جمال في مدينة تعز، وهي ترفع صوتها نداءً ممزوجاً بالألم والحزن، قائلة: «لا أرقد لا ليلًا ولا نهارًا، وقلبي متقطع من الحزن والانتظار».

216.73.216.39

ووقفت الأم، وسط الطريق، ترفع يديها إلى السماء، وتوجه نداءً عاطفيًا مُلحًا إلى السلطات الأمنية والقضائية، طالبةً منها «التحرك الفوري والجدي» للقبض على قاتل ابنها وشركائه، معتبرة أن العدالة هي "آخر ما تبقى لها في هذا العالم".

وأضافت الأم المكلومة، وسط زحمة المارة الذين تجمّعوا حولها تعاطفًا ومواساة: «ابني ما ذنبه؟ خطفوه من بيننا وسحلوه وقتلوا فيه البراءة، وأنا أعيش على أمل أن يُنصفه القانون قبل أن أموت من كثرة البكاء». وأشارت إلى أنها تعيش حالة نفسية متردية، لا تذوق طعم النوم، ولا تهدأ دموعها، وأنها ترى وجه ابنها في كل مكان، حتى في أحلامها التي باتت كوابيس لا تنتهي.

وأثار المشهد حالة من الغضب والاستنكار بين أهالي المنطقة، الذين دعوا بدورهم إلى تسريع التحقيقات، وطالبوا الجهات المعنية بتحمل مسؤولياتها في كشف الجناة وتقديمهم للعدالة، مشيرين إلى أن تأخر العدالة يُعدّ "إهانة إضافية" لضحايا الجريمة وأسرهم.

وتشهد مدينة تعز، رغم الظروف الأمنية والسياسية المعقدة، تزايدًا في الجرائم الجنائية، ما يضع الأجهزة الأمنية والقضائية أمام تحديات كبيرة في ضبط الجناة وتحقيق العدالة، وهو ما دفع ناشطين حقوقيين إلى التحذير من "ثقافة الإفلات من العقاب"، التي تزيد من معاناة الضحايا وأسرهم.

ويُذكر أن مرسال العيدروس، شاب في مقتبل العمر، قُتل قبل شهور في ظروف غامضة، ما أثار موجة من الغضب في أوساط أسرته ومجتمعه، وسط مطالبات متكررة بفتح تحقيق شفاف وسريع، لم يُعرف حتى اللحظة إن كان قد بدأ فعليًا أو ما إذا كانت هناك تقدمات في مسار القضية.

ويُنظر إلى نداء الأم اليوم كصرخة إنسانية تتجاوز حدود الحادثة الشخصية، لتصبح رمزًا لمعاناة عشرات الأسر في تعز التي تنتظر العدالة لأبنائها، في ظل غياب شبه كامل للدولة ومؤسساتها في كثير من المناطق.

ووسط دموعها، ختمت الأم ندائها قائلة: «إذا ما نفذتوا لي العدالة، فأنا مستعدة أروح للشارع كل يوم، وأصرخ حتى يسمعني العالم كله... عدالة مرسال حق، وما بقى لي غيره».

موضوعات متعلقة