• الرئيسية
• المشهد الاقتصادي

لم يكن دخول سهم أليك القابضة إلى سوق دبي المالي حدثاً عادياً، بل جاء كإشارة قوية على شهية المستثمرين المستمرة تجاه الطروحات النوعية، فمنذ الدقائق الأولى للتداول، جذب السهم الأنظار بعد أن قفز بأكثر من 7 بالمئة عند الافتتاح، وهو ما يعكس حالة من الترقب المسبق والإقبال الكبير على الشركة ورغم عمليات جني الأرباح الطبيعية التي لحقت بالانطلاقة السريعة، إلا أن السهم تمكن من الإغلاق على مكاسب إيجابية، ما يؤكد أن المستثمرين ينظرون إليه كفرصة استثمارية طويلة الأجل وليس مجرد موجة مضاربية عابرة.

أداء سهم أليك القابضة في أول جلسة

شهد السهم حركة تداول نشطة منذ انطلاق الجلسة، حيث تميزت التعاملات بالسرعة والتنوع بين مستثمرين أفراد ومؤسسات وأبرز الملاحظات على أداء السهم كانت:

• افتتاح قوي بارتفاع تجاوز 7 بالمئة مباشرة بعد بدء التداول

• استقرار تدريجي وتوازن بين المشترين والبائعين

• إغلاق عند سعر 1.42 درهم بمكاسب تقارب 1.4 بالمئة

• سيولة مرتفعة تعكس اهتماماً واسعاً من مختلف الفئات الاستثمارية

هذا الأداء يعكس أن السوق لم يتعامل مع السهم كوافد جديد فقط، بل كوحدة تشغيلية ذات أساس مالي قوي، مما يعني أن المستثمرين يرون إمكانات نمو مستقبلية.

اكتتاب قياسي قبل الإدراج

النجاح الحقيقي لسهم أليك القابضة بدأ قبل لحظة الإدراج، حيث تمكن الطرح العام الأولي من خلق حالة من الزخم المالي غير مسبوقة في القطاع، فقد استقطب الاكتتاب طلبات بقيمة تقارب 30 مليار درهم، رغم أن حجم الطرح لم يتجاوز 1.4 مليار درهم، ما يعني تغطية هائلة تثبت وجود سيولة كبيرة تبحث عن وجهات استثمارية موثوقة.

وتشير هذه الأرقام إلى أن المستثمرين لم يكتفوا بالمشاركة الرمزية، بل ضخوا أموالاً ضخمة تعكس ثقة واضحة في قطاع الإنشاءات الإماراتي، كما أن مشاركة المؤسسات المالية الإقليمية أضافت بعداً جديداً من المصداقية للطرح.

قراءة في دلالات الثقة بقطاع الإنشاءات

يعد قطاع الإنشاءات أحد أكثر القطاعات حيوية في الاقتصاد الإماراتي، إذ يشكل العمود الفقري للمشاريع السياحية والعمرانية والتجارية، وإقبال المستثمرين على طرح أليك القابضة بهذا الشكل يوضح أن التوقعات المستقبلية للقطاع لا تزال إيجابية، خاصة مع استمرار تنفيذ المشاريع الكبرى في دبي وأبوظبي.

كما أن طرح نسبة 20 بالمئة فقط من أسهم الشركة يعزز من صلابة هيكل الملكية ويمنح إدارة الشركة مرونة أكبر للحفاظ على مسار النمو دون التخلي عن السيطرة.

إدراج استراتيجي يعيد تشكيل خريطة السوق

لا تتوقف أهمية إدراج أليك القابضة عند كونه ثاني طرح في سوق دبي المالي خلال العام، بل تمتد إلى كونه الأكبر في قطاع الإنشاءات من حيث القيمة السوقية، وهذا يمنح السوق بعداً جديداً من التنوع، ويقلل الاعتماد التقليدي على قطاعات مثل البنوك والعقار فقط، ومن المتوقع أن يسهم هذا الإدراج في فتح الباب أمام مزيد من الشركات العاملة في القطاعات التشغيلية للدخول إلى السوق، خاصة تلك التي تتمتع بسجل أعمال قوي وتبحث عن التوسع من خلال التمويل العام.