بين الإغلاق والآمال المعلقة.. هل يفتح معبر رفح أبوابه من جديد بعد رفض إسرائيل؟

عاد الحديث عن معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة إلى الواجهة بعد تضارب الأنباء حول موعد إعادة فتحه أمام حركة المسافرين، وبينما توقعت تقارير إعلامية قرب استئناف تشغيل المعبر، خرجت إسرائيل لتنفي صدور أي قرار نهائي بهذا الشأن، ما أبقى الملف عالقاً بين التأكيد والنفي وسط حالة ترقب حذرة لدى الفلسطينيين الذين يرون في المعبر طوق النجاة الوحيد في ظل الظروف الإنسانية القاسية التي يعيشها القطاع.
الموقف الإسرائيلي من فتح المعبر
أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن السلطات لم تتخذ قرارا نهائيا بإعادة تشغيل معبر رفح، رغم ما تردد عن ترتيبات فنية جرت خلال الأيام الأخيرة، وتشير التسريبات إلى أن أي فتح محتمل سيكون في نطاق محدود ولعبور الأفراد فقط دون السماح بمرور البضائع أو المساعدات في المرحلة الأولى.
جاهزية السلطة الفلسطينية لتولي إدارة المعبر
من الجانب الفلسطيني أعلنت السلطة جاهزيتها الكاملة لتشغيل المعبر من الجهة الفلسطينية وأكد مبعوث الرئيس محمود عباس أن الكوادر الفنية والإدارية على استعداد للعودة إلى مواقعها فور تلقي الموافقة النهائية، وترى السلطة في استئناف دورها داخل المعبر خطوة رمزية مهمة لاستعادة حضورها في قطاع غزة بعد سنوات من الغياب.
الدور الأوروبي المحتمل في إدارة المعبر
تزامن ذلك مع حديث عن إمكانية عودة بعثة المراقبة الأوروبية التي كانت تشرف سابقا على إدارة المعبر، وتشير التوقعات إلى أن مشاركتها ستكون رقابية ولوجستية بهدف ضمان انسيابية الحركة والالتزام بالترتيبات الأمنية المتفق عليها بين الأطراف المعنية.
الأوضاع الإنسانية المتدهورة في غزة
يعتبر معبر رفح المنفذ الوحيد لسكان غزة إلى العالم الخارجي في ظل الإغلاق المتكرر للمعابر الأخرى وإغلاقه لفترات طويلة أدى إلى:
-
تعطل سفر آلاف المرضى والطلبة وأصحاب الإقامات
-
تفاقم أزمة الجرحى الذين ينتظرون العلاج في الخارج
-
تعطيل دخول جزء من المساعدات الطبية والإغاثية
-
ازدياد الشعور بالعزلة والاختناق لدى السكان
الخلافات التي تعرقل إعادة التشغيل
رغم وجود مؤشرات إيجابية على التوصل إلى تفاهمات أولية فإن بعض الملفات العالقة لا تزال تعطل اتخاذ القرار النهائي، وأبرزها:
-
الخلاف حول آلية التنسيق الأمني داخل المعبر
-
الجدل بشأن ترتيبات تبادل الرفات المرتبط بمفاوضات وقف إطلاق النار
-
الجهة التي ستتولى الإشراف الفعلي على الممر الحدودي
يبقى فتح معبر رفح رهينا بالتفاهمات السياسية والأمنية بين عدة أطراف، لكن ما لا يختلف عليه أحد أن سكان غزة لم يعودوا يحتملون المزيد من الانتظار، فالمعبر بالنسبة لهم ليس مجرد بوابة حدودية بل نافذة للحياة وبارقة أمل وسط أجواء خانقة طال أمدها.