”مسام”.. مواجهة إنسانية للألغام الحوثية

في الوقت الذي تمعن فيه الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران في زرع الألغام الأرضية بشكل عشوائي، يواصل مشروع "مسام" جهوده الميدانية في مختلف مناطق اليمن لتخليص المدنيين من خطر الموت، واستعادة الأمل في أرض تحولت بفعل تلك الألغام إلى حقول قاتلة.
فمشروع "مسام" الذي يحظى بدعم المملكة العربية السعودية، يعد أحد أبرز المبادرات الإنسانية في المنطقة، حيث يعمل على إزالة الألغام التي زرعتها الميليشيا في الطرق العامة والمنازل والمدارس والمزارع، وحتى في مناطق مدنية لم تشهد مواجهات عسكرية، وهو ما يكشف عن النية الإجرامية لتلك الجماعة في استهداف المدنيين، وخرقها السافر لكافة القوانين الدولية والاتفاقيات الإنسانية.
وتُظهر التقارير الميدانية أن فرق "مسام" تكتشف يومياً ألغاماً جديدة مزروعة بطرق خبيثة ومعقدة، تؤكد حجم الكارثة التي خلّفتها الميليشيا الحوثية، والتي راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء، معظمهم من النساء والأطفال.
وإلى جانب الجهود الفنية والتقنية التي يبذلها المشروع، فإن التحديات الأمنية والبيئية التي تواجهها الكوادر الميدانية تضع هذه المهمة في خانة التضحيات الكبرى، حيث يعمل الأفراد في بيئات محفوفة بالمخاطر، وبإمكانات عالية الدقة، لمنع وقوع المزيد من الضحايا.
منذ انطلاقه، نجح "مسام" في نزع أكثر من نصف مليون من الألغام والعبوات الناسفة، وفتح الطرق الرئيسية، وقام بتأمين المناطق السكنية والزراعية، وأسهم بشكل مباشر في إعادة الحياة إلى العديد من القرى والمدن اليمنية التي كانت تحت رحمة الألغام الحوثية.