جريمة تعز تأخذ منحىً خطيراً: اعترافات القاتل تُشير إلى تمويل من قيادي بارز

أثار الصحفي المقرّب من المجلس الانتقالي الجنوبي، سعيد بكران، جدلاً واسعاً في الأوساط اليمنية بعد تعليقه على المعطيات الجديدة التي ظهرت مؤخراً بشأن جريمة اغتيال مديرة صندوق النظافة والتحسين في مدينة تعز، افتهان المشهري، والتي هزّت الرأي العام اليمني وأثارت موجة غضب واسعة.
216.73.216.114
وفي منشور رصده موقع "المشهد ليمني" على حسابه الرسمي في فيسبوك، كشف بكران عن تفاصيل جديدة وردت في الفيديو المرئي الذي سجّله منفذ الجريمة، محمد صادق المخلافي، قبل مقتله بساعات يوم الأربعاء. وبحسب ما أشار إليه بكران، فإن الفيديو تضمّن اعترافاً صريحاً من القاتل بأن عملية الاغتيال جرت بطلبٍ من محمد سعيد المخلافي، شقيق القيادي البارز في حزب الإصلاح حمود سعيد المخلافي، والذي وُصف بأنه "المموّل الأساسي" للجريمة.
وأوضح بكران أن منفذ الجريمة اشترط الحصول على دعم مالي مقابل تنفيذ الاغتيال، وهو ما استجاب له محمد سعيد المخلافي، متعهّداً بتأمين المبلغ المطلوب من أخيه حمود، ما يضع الأخير في دائرة الاتهام كمشتبهٍ به رئيسي في القضية. وشدّد الصحفي على أن "القاعدة القانونية تنص على أن كل من يُثار اسمه في مثل هذه القضايا الخطيرة يجب أن يُخضع للتحقيق بشكل عاجل، سواءً لنفي الشبهة عنه أو لتحويلها إلى اتهام رسمي يُحال على إثره إلى القضاء".
وأكّد بكران، في سياق حديثه، على أهمية التمسّك بمبدأ "البراءة حتى تثبت الإدانة"، معتبراً أن ما ورد في الفيديو لا يُعدّ حكماً نهائياً، بل مؤشراً يستدعي فتح تحقيق شفاف ونزيه يُسهم في كشف الحقيقة كاملةً وتقديم الجناة إلى العدالة، مهما كانت انتماءاتهم أو مراكزهم.
يُذكر أن افتهان المشهري، التي كانت تُعرف بتفانيها في خدمة المدينة وتحسين واقع النظافة فيها، اغتيلت في ظروف غامضة أواخر الشهر الماضي، ما أثار موجة استنكار واسعة من قبل منظمات حقوقية وشخصيات سياسية واجتماعية، طالبت جميعها بكشف ملابسات الجريمة ومحاسبة مرتكبيها.
واليوم، وبعد ظهور هذه المعطيات الجديدة، تتجه الأنظار نحو الجهات الأمنية والقضائية في تعز لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، خاصةً في ظل التصاعد الخطير لجرائم الاغتيال التي باتت تهدّد الأمن والاستقرار في المدينة.