قيادي حوثي يشعل فتيل الغضب في عمران: المحافظة مأوى للفساد والجوع

في تصعيد لافت يكشف عن تصدّعات داخلية في هيكلية جماعة الحوثي، وجّه عضو اللجنة الثورية للحوثيين في محافظة عمران، عصام العنوة، اتهامات صريحة وقوية ضد قيادات محلية ومركزية في الجماعة، واصفًا محافظة عمران بأنها "أصبحت مأوى ومرتعًا لكل الفاسدين والظالمين".
وجاءت تصريحات العنوة في تسجيل مصور تداولته وسائل إعلام محلية ونشطاء على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اتهم المحافظ الحالي لعمران، فيصل جعمان، بالفساد المالي والإداري، مؤكدًا أن هناك "جهات نافذة" داخل الجماعة تمنحه الحماية وتغطي على ممارساته، إلى جانب حماية آخرين من "الفاسدين والظلمة".
وأضاف العنوة بلهجة حادة: "11 سنة ونحن نتحجج بالعدوان، وهو عذر كاذب وغير صحيح"، في إشارة إلى استخدام جماعة الحوثي للحرب الدائرة منذ عام 2014 كذريعة لتبرير تردي الأوضاع المعيشية والخدمية في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
ولم يكتفِ العنوة بانتقاد المحافظ المحلي، بل رفع سقف اتهاماته ليشمل رئيس ما يسمى "المجلس السياسي الأعلى" في صنعاء، مهدي المشاط، مؤكدًا أن "الظلم اليوم برعاية رسمية" من قِبل الأخير، ما يعكس – بحسب قوله – تواطؤًا من أعلى المستويات في هرم السلطة الحوثية.
وأشار العنوة إلى الوضع الإنساني المتردّي الذي يعيشه سكان عمران، معبّرًا عن غضبه بقوله: "متنا جوع، والشعب يموت من الجوع كل يوم..."، في إشارة إلى تفاقم الأزمة الغذائية وانهيار الخدمات الأساسية، رغم مرور أكثر من عقد على سيطرة الجماعة على المحافظة.
ويُنظر إلى هذه التصريحات على أنها انعكاس لصراعات داخلية متزايدة بين أجنحة الجماعة، خاصة في ظل تزايد الاستياء الشعبي من تردي الأوضاع المعيشية، وضعف الأداء الحكومي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، ما قد يهدّد بتفجير أزمات جديدة داخل البنية التنظيمية للجماعة.
ومن المتوقع أن تثير هذه التصريحات ردود فعل داخلية وخارجية، لا سيما في ظل غياب أي تعليق رسمي من قيادة الحوثيين حتى لحظة كتابة هذا الخبر.