• الرئيسية
• المشهد الدولي

اشتعلت مدينة الفاشر مجددًا مع تصاعد القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في واحدة من أعنف المواجهات التي يشهدها إقليم دارفور منذ بداية الصراع في أبريل 2023، وأعلنت قوات الدعم السريع أنها بسطت سيطرتها الكاملة على مقر الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني، ووصفت ذلك بأنه “تحول استراتيجي” في مسار العمليات العسكرية داخل المدينة.

سيطرة كاملة للدعم السريع على مقر الفرقة السادسة

أكدت بيانات رسمية صادرة عن قوات الدعم السريع أن عناصرها سيطرت على مقر الفرقة السادسة مشاة في الفاشر بعد معارك عنيفة استمرت لساعات، معلنة أنها تعمل على تأمين المدنيين وتثبيت الأمن داخل الأحياء، واعتبرت القوات هذا التقدم خطوة فاصلة في معادلة القوة داخل الإقليم، مشيرة إلى أنها ستتخذ إجراءات لحماية السكان ومنع أعمال النهب أو الفوضى عقب سيطرتها.

انسحاب الجيش السوداني وإعادة التمركز

في المقابل، نقلت مصادر ميدانية أن الجيش السوداني انسحب من بعض المواقع العسكرية داخل الفاشر لإعادة تنظيم صفوفه تمهيدًا لهجوم مضاد لاستعادة مقر الفرقة السادسة، وأكدت المصادر أن وحدات من القوات المسلحة والقوة المشتركة ما زالت متمركزة في أطراف المدينة وتستعد لعمليات عسكرية لاستعادة السيطرة على المناطق التي فقدتها خلال الأيام الأخيرة.

اشتباكات عنيفة وتدهور إنساني متسارع

شهدت الفاشر صباح الأحد 26 أكتوبر اشتباكات عنيفة في حي الدرجة وعدة مناطق أخرى، حيث تصاعدت الهجمات المدفعية وتعرضت مواقع مدنية للأضرار، وأفادت تقارير محلية بإصابة عدد من المتطوعين أثناء محاولتهم إيصال الإمدادات إلى المطبخ المركزي، وسط تحذيرات من تدهور الأوضاع الإنسانية نتيجة القصف ونقص الغذاء والدواء.

أهمية موقع الفرقة السادسة في الصراع الدائر

تُعد الفرقة السادسة مشاة أحد أهم المواقع العسكرية في شمال دارفور، إذ تمثل الحامية الأساسية للجيش السوداني في الإقليم، ولذلك تُعتبر السيطرة عليها مكسبًا استراتيجيًا كبيرًا لـ قوات الدعم السريع، التي تسعى لتعزيز نفوذها في غرب البلاد ضمن حرب طويلة استنزفت المدنيين وأدت إلى نزوح الآلاف.

المدينة على حافة الانفجار

في ظل استمرار القصف وتدهور الأوضاع المعيشية، يعيش سكان الفاشر حالة من الرعب والترقب، بينما تفرض قوات الدعم السريع طوقًا أمنيًا على مداخل المدينة وتمنع حركة الدخول والخروج، وتشير المعطيات الميدانية إلى أن الوضع مرشح لمزيد من التصعيد، مع احتمالية اندلاع هجوم مضاد للجيش السوداني خلال الساعات أو الأيام المقبلة، ما يجعل مستقبل المدينة مفتوحًا على جميع الاحتمالات.