الجمعة 30 مايو 2025 06:21 صـ 3 ذو الحجة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

آلاف المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى في ذكرى ”احتلال القدس”

الإثنين 26 مايو 2025 09:12 مـ 29 ذو القعدة 1446 هـ
بن غفير وزوجته ومسؤولون آخرون شاركوا في اقتحام المسجد الأقصى
بن غفير وزوجته ومسؤولون آخرون شاركوا في اقتحام المسجد الأقصى

صعّدت الاحتلال الإسرائيلي من وتيرة اقتحامات المسجد الأقصى المبارك اليوم الاثنين، حيث وفّرت الحماية الكاملة لآلاف المستوطنين الذين اقتحموا باحات المسجد في ذكرى "احتلال القدس"، وسط انتهاكات استفزازية وإجراءات عسكرية مشددة فرضتها الشرطة الإسرائيلية داخل المدينة المقدسة ومحيط الحرم القدسي.

وأعلنت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أن 2092 مستوطناً ومتطرفة اقتحموا المسجد الأقصى خلال الفترتين الصباحية والمسائية، عبر باب المغاربة الذي يسيطر عليه الاحتلال منذ عام 1967، قبل أن يُغلق بعد انتهاء الاقتحامات.

مسؤولون إسرائيليون يشاركون في الاقتحام

شهدت الاقتحامات مشاركة عدد من الشخصيات الإسرائيلية البارزة، على رأسهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي اقتحم المسجد صباح اليوم برفقة عضو الكنيست إسحق كرويزر، إضافة إلى زوجته. كما شارك في الاقتحامات المتطرفة كل من أعضاء الكنيست موشي فيجلن، عميت هليفي، وأرييل كيلنر، إلى جانب الحاخام نعوم فلدمان، رئيس مدرسة دينية يهودية، والحاخام إيال يعقوبوفيتش، رئيس مدرسة صفد الدينية.

شعائر تلمودية واستفزازات في قلب الأقصى

خلال اقتحامات اليوم، وثّقت كاميرات ومصادر محلية أداء المستوطنين طقوساً تلمودية علنية في باحات المسجد، وطقس "السجود الملحمي" في الساحات الشرقية والغربية، حيث تمددوا أرضًا بالكامل في أقصى درجات الخضوع، في انتهاك صارخ لحرمة المسجد.

كما قام بعض المستوطنين بمحاولة إدخال أدوات دينية يهودية، بينها "لفائف التوراة"، وشال الصلاة "طاليت"، و"تفلين" (رباطات الصلاة السوداء)، وهي أدوات كانت قد طالبت جماعات استيطانية متطرفة بإدخالها بشكل رسمي من خلال عريضة وُجّهت قبل أسابيع لوزير الأمن بن غفير للمطالبة بما وصفوه بـ"حرية العبادة الكاملة لليهود" داخل الأقصى.

ووثّق شهود عيان ومستندات رسمية قيام مستوطِنة برفع علم الاحتلال أمام قبة الصخرة، في حين ارتدى مستوطنون آخرون قمصاناً مطبوعة بعلم إسرائيل داخل باحات المسجد، كما حاولوا إدخال رموز دينية عبر باب المغاربة.

استفزازات واعتداءات خارج الأسوار

امتدت الانتهاكات إلى محيط المسجد، حيث نفذ المستوطنون رقصات "هورا" التهويدية وأداءات غنائية صاخبة في منطقة سبيل قاسم باشا، إضافة إلى أبواب الأسباط والقطانين. كما شوهدت مجموعات منهم وهي تحتفل في حي الشيخ جراح وباب العامود، حيث اعتدوا على المتاجر، والمارة، والطواقم الصحفية التي حاولت تغطية الحدث، من خلال الشتم والبصق وعرقلة العمل الإعلامي.

وبالتزامن، فرضت قوات الاحتلال إجراءات أمنية مكثفة لتأمين تحركات المستوطنين، بما في ذلك نصب الحواجز، وإغلاق محيط المسجد الأقصى ومنع المواطنين من الوصول إليه بحرية.

اعتقالات واقتحامات في الضفة الغربية

في موازاة اقتحامات الأقصى، نفذت قوات الاحتلال حملة مداهمات واعتقالات في مناطق متفرقة من الضفة الغربية. فقد اعتُقل شاب فجر اليوم في حي الإرسال بمدينة البيرة، كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدات نعلين، دير أبو مشعل، والمزرعة الغربية بمحافظة رام الله، دون الإبلاغ عن حالات اعتقال أخرى.

أرقام تصاعدية ومقارنات سنوية

أشارت إحصائيات دائرة الأوقاف الإسلامية إلى أن عدد المقتحمين لهذا العام يشكل تصاعداً ملحوظاً مقارنة بالأعوام الماضية، حيث سُجّلت 1601 حالة اقتحام عام 2024، و1262 حالة عام 2023، ما يعكس زيادة واضحة في حجم الانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الأقصى.

وتأتي هذه الاقتحامات في إطار الاحتفالات الإسرائيلية بما يسمى "يوم توحيد القدس"، وهو ذكرى استكمال احتلال الشطر الشرقي من المدينة خلال نكسة 1967 وفرض السيادة الإسرائيلية عليه.