الإثنين 1 سبتمبر 2025 11:53 مـ 9 ربيع أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

”الحوثيون يُفعّلون شبكة تجسس قبيلية لمراقبة كل يمني على السوشيال ميديا! ماذا يحدث في صنعاء؟”

الثلاثاء 2 سبتمبر 2025 12:34 صـ 10 ربيع أول 1447 هـ
عناصر حوثية
عناصر حوثية

في خطوة تُعدّ من أكثر الإجراءات أمنية تشدداً منذ سيطرتهم على صنعاء قبل عقد، كشفت مصادر سياسية وأمنية مطلعة عن حملة استخباراتية واسعة تشنها مليشيا الحوثي ضد السكان في مناطق نفوذها، تشمل جمع بيانات سكانية دقيقة، رقابة على منشورات وسائل التواصل الاجتماعي، وتجنيد العُقّال كـ"وكلاء سريين" لمراقبة المواطنين.
العملية، التي تقودها ذراع استخباراتية جديدة تابعة للحوثيين، تُظهر تحوّلاً خطيراً من القمع العسكري إلى حرب داخلية شاملة على الحريات، تستهدف خصوصاً أنصار الرئيس الراحل علي عبدالله صالح وحزب المؤتمر الشعبي العام، في مؤشر على تزايد الشكوك والانقسامات داخل الجماعة.

التفاصيل الكاملة: نظام رقابة رقمي وقبلي يُطبّق في صنعاء والحديدة

في تطور لافت، كشفت صحيفة العرب اللندنية، استناداً إلى مصادر يمنية داخل مناطق سيطرة الحوثيين، أن جهاز الأمن والمخابرات الحوثي أصدر توجيهات سرية تُلزم العُقّال (زعماء القبائل والوسطاء الاجتماعيين) بتحديث بيانات السكان بشكل دوري، وجمع معلومات عن مواقفهم السياسية، خصوصًا إذا تضمنت تعبيرات عن التعاطف مع عائلة صالح أو حزب المؤتمر الشعبي العام.

216.73.216.105

وبحسب المصادر، فإن هذه التعليمات تأتي في إطار "ميثاق الشرف القبلي"، وهو إطار غير رسمي يُستخدم لربط الزعامات القبلية بالأجهزة الأمنية للحوثيين، حيث يُطلب من كل عقال الإبلاغ الفوري عن أي شخص يُشتبه في تعاونه مع "الأعداء"، أو يُظهر رفضاً لسياسات الجماعة عبر منصات التواصل.

"من يفرح بالعدو ويؤيده فهو شريك في العدوان، وسنستخدم كل ما يتم جمعه من معلومات ضدهم في الوقت المناسب"— حميد رزق، القيادي الحوثي، في تغريدة على منصة إكس (X)

نجل مؤسس الحوثيين يقود جهازاً استخباراتياً موازياً

في تطور مثير، تُشير المعلومات إلى أن هذه الحملة الأمنية تُدار من قبل جهاز استخبارات الشرطة المستحدث، الذي يقوده علي حسين بدرالدين الحوثي، نجل حسين بدر الدين الحوثي (مؤسس الجماعة) وابن شقيق زعيم الجماعة الحالي عبدالملك الحوثي.

ويعتبر هذا الجهاز أداة جديدة لتوسيع النفوذ الشخصي لعلي الحوثي، الذي يسعى – وفق مصادر سياسية – إلى ترسيخ هيمنته في مناطق استراتيجية مثل الحديدة، عبر السيطرة على قطاعات حيوية تشمل الموانئ، والطاقة، والنقل.
ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها محاولة لخلق هيكل أمني موازٍ يعزز قوة الفصيل العائلي المقرب من قيادة الجماعة، في وقت تشهد فيه صفوف الحوثيين تصدّعات داخلية.

تهديدات علنية ودعوة صريحة للتجسس: هل يُصبح كل يمني "مُراقباً"؟

أثار القيادي الحوثي حميد رزق جدلاً واسعاً بعد أن نشر على منصة إكس (X) تغريدة تُعدّ دعوة مباشرة للتجسس على المدنيين، حيث قال:

"نطلب من كل أنصار الله رصد وتوثيق كل من يفرح أو يؤيد العدوان… من يفرح بالعدو فهو شريك فيه"

هذه التغريدة، التي حظيت بانتشار واسع، وُصفت من قبل منظمات حقوقية بأنها "دعوة صريحة للقمع الجماعي"، وتعكس تصعيداً خطيراً في نهج الجماعة، حيث يُطلب من المواطنين تبليغ بعضهم البعض، في ما يشبه "دولة المخبرين" التي شهدتها أنظمة استبدادية في الماضي.

هل يعاني الحوثيون من "هلع داخلي" بعد الضربات الإسرائيلية؟

يرى محللون سياسيون أن هذه الإجراءات الاستثنائية تأتي في أعقاب الضربة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مقر حكومة الحوثيين في صنعاء مؤخراً، والتي كشفت عن هشاشة البنية الأمنية للجماعة، وربما كشفت عن تصدّعات داخلية.

وبحسب الخبير في الشأن اليمني، الدكتور أحمد الشعيبي:

"ما نراه اليوم ليس مجرد إجراء أمني، بل انعكاس لحالة من الارتباك والخوف الداخلي داخل القيادة الحوثية. إنهم ينقلون الحرب من الجبهات العسكرية إلى الشارع، مستخدمين أجهزة المراقبة والتخويف لقمع أي صوت معارض، حتى لو كان صامتاً".

وأضاف: "الاعتماد على العُقّال يُظهر أن الجماعة تفقد ثقتها في أجهزتها الرسمية، وتلجأ إلى شبكات قبلية غير خاضعة للمساءلة، ما يُفاقم من معاناة السكان".

موضوعات متعلقة