”رفض عرضًا قد يُغيّر حياته إلى الأبد! ما السبب الذي جعل يوتيوبر يمني يقول لا لشركة عالمية؟”

في عالم السوشيال ميديا، حيث تُباع المبادئ أحيانًا بثمن بخس، يقف حسين الشرفي — اليوتيوبر اليمني الشهير — كنقيض صارخ: فبعد أن قدّم إعلانًا بسيطًا لمشروب غازي عربي صاعد، "كينزا"، لم يكن يعلم أن هذا الفيديو سيجذب أنظار شركة عالمية ضخمة، ويُقدّم له عرضًا ماليًا قد يُغيّر حياته إلى الأبد.
لكن ما فعله بعد ذلك، لم يكن متوقعًا أبدًا.
216.73.216.166
من إعلان "كينزا" إلى بوابة عالمية
كانت البداية مع حملة ترويجية لـ "كينزا"، الماركة العربية السعودية الناشئة في سوق المشروبات الغازية، والتي بدأت تكتسب شعبية واسعة في المنطقة والعالم بفضل تصميمها الجذاب وتسويقها الذكي.
حسين الشرفي، المعروف بمحتواه الاجتماعي والهادف، وافق على تقديم إعلان لها، ظنًا منه أنه مجرد تعاون عادي كغيره.
لكن الفيديو حقق انتشارًا كبيرًا، ولفت انتباه شركة عالمية كبرى تعمل في مجال التسويق الرقمي والعلامات التجارية. سارعت بالاتصال به، معروضة عليه فرصة للتعاون في حملة إقليمية واسعة النطاق… مقابل مبلغ مالي ضخم جدًا، وصفه الشرفي بأنه "الأكبر في تاريخ عروض الرعاية التي تلقاها"، ويُعادل "تغييرًا جذريًا في حياته من كل النواحي".
"لم أتخيل يومًا أن أحدًا سيعرض عليّ كذا مبلغ. لأول مرة، شعرت أن الباب مفتوح واسعًا أمامي"، قال الشرفي في تدوينة مؤثرة.
"بيضرنا بأشياء كثيرة"… السبب الحقيقي وراء الرفض
لكن القرار لم يكن سهلاً. بعد أيام من التفكير، والمشاورات مع أهله ومقربّيه، واستخارة ربانية مرتين، وصل إلى قرار صعب: الرفض.
السبب؟ اكتشف أن الماركة، رغم كونها عربية وتنمو عالميًا، تقع ضمن الشركات المقاطعة لأسباب تتعلق بقضية فلسطين
"فكرت وفكرت… نعم، هذا قد يفيدنا ماديًا، لكنه بيضرنا بأشياء كثيرة. بعيدًا عن الناس اللي بتاخذنا ترند وبلعن حظي… أنا بخسر نفسي".
وأضاف بتأمّل عميق:
"سنين وسنين، ما كان أحد قادر يشتري مبادئي. وبـيوم وليلة، أتغافل عنها؟ ويا ربي، أش أقول لك؟ فلوس الدنيا غيرتنا؟"
موقف نادر في زمن "البيع بالسعر الأعلى"
في ظل هيمنة المؤثرين الذين يروّجون لأي منتج مقابل المال، يُصبح رفض حسين الشرفي ليس مجرد قرار شخصي، بل وقفة مبدأ تُذكّر بأن الضمير لا يُباع، وأن التأثير الحقيقي لا يُبنى على حساب القيم.
القرار لاقى تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل، حيث تجاوزت التفاعلات 150 ألف تفاعل خلال يوم واحد، مع تعليقات تمدح "ندرة هذا الموقف" وتصفه بـ"النموذج الذي يفتقره عالم التأثير الرقمي".
"لو كانت العرضة في وقت مختلف، كنت بوافق ع طول"، يعترف الشرفي، لكنه يؤكد:
"وأنا واثق ومتأكد… أن اللي عند ربنا أكبر من كذا بكثير. إذا ما اُكتبت لي في الدنيا… بتنكتب لي بالآخرة".