• الرئيسية
• المشهد اليمني

في إشارة قوية إلى صحوة كروية واعدة، كشف الكابتن أمين السنيني، المدير الفني للمنتخب اليمني تحت 23 عامًا، عن جاهزية فريقه التامة لانطلاقة التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس آسيا تحت 23 عامًا 2026، والتي تستضيفها المملكة العربية السعودية، وذلك في أول ظهور رسمي لليمن في هذه المرحلة المفصلية من عمر الكرة الشابة.

216.73.216.166

وأكد السنيني خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد اليوم على هامش التحضيرات النهائية في ملعب فيت تري بمدينة فيتنام – حيث تُقام منافسات المجموعة الثالثة – أن "الفريق وصل إلى أفضل حالاته الفنية والبدنية، رغم التحديات الكبيرة التي تواجه الكرة اليمنية"، مضيفًا:

"نحن هنا ليس فقط لخوض المباريات، بل للمنافسة بقوة على بطاقة التأهل. الثقة في اللاعبين كبيرة، ونؤمن بأن الإرادة يمكن أن تصنع الفارق حتى أمام الأقوى."

ثلاثة معسكرات داخلية + تجربة خارجية في الإمارات: بناء تدريجي على أرضية صلبة

أوضح المدرب السنيني أن مسيرة الإعداد شملت ثلاثة معسكرات تدريبية داخلية في اليمن، تم خلالها التركيز على الجانب البدني، والتكتيكي، وبناء الانسجام بين العناصر الشابة، قبل أن ينتقل الفريق إلى معسكر تدريبي قصير في دولة الإمارات العربية المتحدة، عُدّ محطة حاسمة في تقييم الجاهزية.

وخلال هذا المعسكر، خاض المنتخب اليمني أربع مباريات تجريبية، منها ثلاث أمام فرق محلية يمنية مقيمة في الإمارات، بالإضافة إلى لقاء ودي أمام فريق إماراتي من الدرجة الأولى، ساهم في رفع معدلات التنافس والخبرة لدى اللاعبين.

"النتائج ليست هي المعيار الوحيد، بل ما أثلج صدري هو التزام اللاعبين، وتطور الأداء الجماعي، وقدرتهم على تطبيق المخططات تحت الضغط. هذه التحضيرات كانت مرضية جدًا بالنظر إلى الظروف الاستثنائية التي نعيشها."
— أمين السنيني

المجموعة الثالثة: تحدي صعب لكنه ليس مستحيلًا

تضم المجموعة الثالثة كلاً من: فيتنام (المضيفة)، سنغافورة، يمن، وماليزيا، في سباق يُعدّ مفتوحًا على أكثر من احتمال. ورغم التفوق النسبي المتوقع لفيتنام بفضل عامل الأرض والجمهور، إلا أن السنيني أكد أن "اليمن لا يخشى التحدي"، موضحًا:

"فيتنام فريق قوي، ويملك دعم الجماهير، لكننا درسنا منافسينا جيدًا. نحن ندرك صعوبة المشوار، لكننا لا نلعب للحفاظ على الشرف، بل للتأهل."

وأشار إلى أن الجهاز الفني وضَع خطة محكمة تجمع بين الانضباط التكتيكي والانطلاقات السريعة، مع الاعتماد على لاعبين موهوبين مثل محمود المريسي وأحمد الصبائي، اللذين يُعدان من أبرز الرهانات المستقبلية على المستوى الوطني.

استثمار استراتيجي: بناء جيل يخدم المنتخب الأول مستقبلًا

ما يميز هذه المرحلة، وفقًا للجهاز الفني، هو العمل على مُسارين متوازيين:
أولًا: التركيز على التصفيات الحالية،
وثانيًا: بناء جيل شاب قادر على رفد المنتخب الأول في السنوات القادمة.

"هذا ليس مجرد فريق تحت 23، بل هو مشروع وطني. نحن نستثمر في شباب اليوم لقيادة الكرة اليمنية غدًا."
— أمين السنيني

وأشار إلى أن عددًا من اللاعبين قد دخلوا بالفعل في دائرة اهتمام المدرب الوطني للمنتخب الأول، ما يعكس نجاح الخطة التطويرية التي تتبناها اللجنة الفنية في الاتحاد اليمني لكرة القدم، رغم محدودية الموارد.

اليمن في التصفيات الآسيوية: ماذا بعد سنغافورة؟

تُعد هذه المشاركة واحدة من أبرز المحطات في مسيرة كرة القدم اليمنية الشابة، خاصة في ظل التحديات اللوجستية والاقتصادية التي تواجهها الرياضة في البلاد. ومع ذلك، يواصل المنتخب اليمني تحت 23 عامًا كتابة فصل جديد من الصمود والطموح.

وسيفتتح المنتخب مشواره بمواجهة منتخب سنغافورة يوم 7 أبريل 2025، في لقاء يُتوقع أن يكون حاسمًا في تحديد زخم الفريق خلال المجموعة.

هل يُصبح المنتخب اليمني تحت 23 عامًا مفاجأة التصفيات الآسيوية؟

مع جاهزية عالية، وإرادة لا تُقاس بالموارد، وطموح يتجاوز النتائج إلى بناء المستقبل...
هل نشهد عودة قوية لليمن في الساحة الكروية الآسيوية من بوابة الجيل الشاب؟