السبت 6 سبتمبر 2025 02:45 صـ 14 ربيع أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

ترامب يصدم الأمريكيين.. قرار مثير بتغيير اسم وزارة الدفاع إلى ”وزارة الحرب”

السبت 6 سبتمبر 2025 03:03 صـ 14 ربيع أول 1447 هـ
ترامب
ترامب

صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ قليل ، أنه يُريد تغيير اسم "وزارة الدفاع" إلى "وزارة الحرب"، موضحا أنه متى كانت الولايات المتحدة الأمريكية جاهزة في وضعية الدفاع عن نفسها، ضد الدول التي كانت قد حاربتها من قبل، وأنهت أنظمتها أو تنوي غزوها.

ومن الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة قد احتلّت كلا من هايتي والدومينيكان، كما تدخلت عسكريًّا أيضا في كوريا، فيتنام، بنما، كوبا، غواتيمالا، الإكوادور، ليبيا، أفغانستان، العراق، الصومال، السودان، يوغوسلافيا.

وكان الرئيس الأمريكي ترامب قد وقع أمس الجمعة 5 سبتمبر مرسومًا يتم بموجبه إعادة اعتماد الاسم التاريخي "وزارة الحرب" كاسم ثاني ثانية لوزارة الدفاع الأمريكية،بعدما كشف في السابق عن مخططه لهذا التغيير.

وتجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية، دولة دفاعية ، وليست هجومية، لكنها تريد استعراض مزيد من القوة، أمام قادة العالم الجدد لتستعيد مكانتها وهيبتها أمام كلا من ، روسيا، والصين، فتلك الدول كانت قد استعرضت قوّتها مؤخرًا أمام العالم خلال احتفال الذكرى الـ 80 لنهاية الحرب العالمية الثانية.

وبدورها قدمت الصين في تلك الذكري ملحمة تاريخية ، حيث اصطفّ عشرات الآلاف من الجنود الصينيين في عرض عسكري وُصف بأنه الأكبر في تاريخ البلاد الجديد، تمكنت فيه بكين من إظهار كل منظوماتها العسكرية القتالية الحديثة موجهة رسالة استثنائية إلى العالم بمناسبة الذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية وانتصارها على خصمها الأول اليابان.

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه يُريد استعادة التسمية التي كانت قائمة من 1789 إلى عام 1949، قائلا لوسائل الإعلام إن "اسم الدفاع دفاعي أكثر من اللازم، ونحن نريد أن نكون هجوميين أيضًا"، مشيرا إلى أن تغيير اسم الوزارة يحتاج إلى تصويت في الكونغرس.

وفي سياق منفصل كانت "روح القتال" موجودة عند الجنود الأمريكيين ، حيث شكّك الكثير من أبناء هذه المؤسسة العسكرية بعدالتها،وقوتها ، ونزاهتها، بعد موقف واشنطن المُعادي لأهل غزة، وذلك بعد مُساندتهم لجرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، حيث وضح وزير الدفاع الأمريكي، بيتر هيغسث، في حديثه للصحافيين، إن الحكومة ترغب في استعادة "روح القتال" وإرسال رسالة رادعة للعالم أجمع.

وبدورة كان البيت الأبيض قد وافق على رغبة ترامب بتغيير الاسم قائلا إن " الرئيس يرى أن هذه الوزارة ينبغي أن تحمل اسمًا يعكس قوّتها التي لا تُضاهى وقدرتها على حماية المصالح الوطنية" ، لافتا بأن الولايات المتحدة الأمريكية تمتلك أكبر جيش في العالم.

من المتوقع أن يُثير تغيير الاسم جدلاً واسعاً داخل وخارج البلاد ، فداخليا، قد ينقسم الكونغرس بين مؤيدين وموافقين ،إذ قد يرون في الخطوة تعبيراً عن الصراحة والشفافية في توصيف الدور الحقيقي للمؤسسة العسكرية لبلادهم ، مؤكدين أن مهمتها لا تقتصر على الدفاع بل تشمل أيضا حماية المصالح الأمريكية عالميا ومعارضين رافضين للتغير فقد يعتبروها البعض تراجعا خطيرا نحو عسكرة السياسة الخارجية وتكريساً لنهج يقوم على المواجهة والصدام بدلاً من الدبلوماسية والحلول السلمية التي تمنح البلاد هيمنتها.

وكانت محاولات الرئيس الأمريكي لإنهاء النزاع بين روسيا وأوكرانيا كلها باءت بالفشل حتى يومنا هذا ، كما أن الحرب في قطاع غزة لا زالت مستمرة تحصد العديد من أرواح المدنيين والأطفال الأبرياء.

وفي حال تغيير اسم وزارة الدفاع، سيكون مسمى وزير الدفاع بيت هيغسيث، بعد اعتماد القرار"وزير الحرب" الأمريكي، ويبدو الاسم عنيفا للدول التي ترفض سيطرة أمريكا للعالم الحُر، راغبه في دور لها، مع غياب كلا من العدالة والقانون.

تجد الإشاره أنه في عام 1947 قرّر الرئيس هاري ترومان تغيير مسمى الوزارة إلى اسمها الحالي "وزارة الدفاع"، لكن تطبيق التغيير لم يتم إلا بعد عامين من ذلك القرار أي في العام 1949.

يبدو أن خطاب الرئيس الأمريكي المُتحمّس للهُجوم بدل الدفاع لا يقتصر على تغيير اسم بيروقراطي فقط ، بل هو بمثابة إعلان عن تحول جذري في الخطاب الرسمي الأميركي، وذلك بهدف إعادة تعريف دور الولايات المتحدة في العالم كقوة هجومية قادرة على استخدام القوة لتحقيق أهدافها مهما كانت الظروف والصعابات.

216.73.216.139