”جريمة هزّت حضرموت... هل تصل يد العدالة إلى القتلة قبل فوات الأوان؟”

ما زالت الأجهزة الأمنية في مدينة المكلا، عاصمة ساحل حضرموت، تواصل تحقيقاتها الموسّعة والمكثّفة في جريمة مقتل الشاب عوض عبدالله العوبثاني، التي أثارت موجة من الغضب والاستنكار في أوساط المجتمع الحضرمي، بعد العثور على جثته مساء يوم الخميس في منطقة فلك، وقد ظهرت عليها آثار طلقة نارية في الرأس.
وقد تحرّكت الأجهزة الأمنية بسرعة فائقة فور تلقي بلاغٍ عن الحادثة، حيث أصدر العميد مطيع سعيد المنهالي، مدير عام الأمن والشرطة بساحل حضرموت، توجيهاتٍ عاجلة بتشكيل فريق تحقيق أمني متخصص يضم خبراء من إدارات البحث الجنائي، التحريات، والأدلة الجنائية، باشر عمله الميداني على الفور لجمع المعلومات، تحليل الأدلة، وفحص مسرح الجريمة بدقة متناهية، في إطار خطة تحقيق شاملة تهدف إلى كشف كل تفاصيل الجريمة وتحديد هوية الجناة وتقديمهم للعدالة دون تأخير.
وفي بيانٍ رسمي صادر عن إدارة الأمن، أكدت أن التحقيقات ما زالت مستمرة وفق أعلى معايير المهنية والشفافية، وبما يتوافق مع القوانين النافذة، مشددةً على أن "العدالة لن تتوانى في ملاحقة كل من سوّل له نفسه ارتكاب جريمة بهذا البشاعة"، وأن "يد القانون ستطال مرتكبيها أينما كانوا".
ووصفت إدارة الأمن الجريمة بأنها "نكراء"، معبّرة عن أسفها العميق واستنكارها الشديد لما وصفته بـ"الانتهاك الصارخ للقيم الدينية والإنسانية وللأعراف المجتمعية الراسخة التي يعتز بها أبناء حضرموت". وأشار البيان إلى أن مثل هذه الأعمال الإجرامية لا تمثّل بأي حال من الأحوال روح المجتمع الحضرمي المعروف بتماسكه ورفضه لكل أشكال العنف والاعتداء.
ودعت الإدارة المواطنين إلى التحلي بالهدوء والحكمة، وتجنّب تداول الشائعات أو إطلاق الاتهامات دون دليل، محذّرة من أن مثل هذه التصرفات قد تُعقّد سير التحقيق وتُضعف فرص الوصول إلى الحقيقة. كما طالبت وسائل الإعلام والنشطاء على منصات التواصل بـ"المسؤولية الوطنية والمهنية" في تغطية الحادثة، والابتعاد عن الإثارة أو التأويلات غير المبنية على حقائق.
وأشار البيان إلى أن الأجهزة الأمنية في حضرموت قد أثبتت خلال السنوات الماضية كفاءة عالية في كشف الجرائم وضبط مرتكبيها، مستشهدةً بعددٍ من القضايا الكبرى التي تم حلّها بسرعة ودقة، ما يعكس التقدّم الملموس في أداء الأجهزة الأمنية واحترافها في التعامل مع الجرائم المعقدة.
واختتم البيان بـالدعاء للفقيد عوض العوبثاني بالرحمة والمغفرة، سائلين المولى عز وجل أن يتغمّده بواسع رحمته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، مؤكدين أن "دمه لن يُهدر"، وأن العدالة ستُحقّق مهما طال الزمن.