صدمة الأم عندما تشعر أن ابنها لم يعد يحتاجها.. كيف تتعاملين معها بوعي؟

تعيش الكثير من الأمهات لحظة صعبة ومؤلمة في رحلة الأمومة، حين يبدأن بالشعور أن الابن لم يعد يحتاج إليهن كما كان من قبل.
هذه اللحظة تحمل معها مزيجًا من الغربة والحنين، وسط بيت مليء بالحب والذكريات، لكن، ماذا تعني هذه الصدمة؟ وكيف يمكن للأم التعامل معها بوعي وهدوء؟
الانفصال عن الطفل وصدمة الأم
216.73.216.10
من الطبيعي أن يمر الطفل بمراحل نمو تدفعه إلى الاعتماد على نفسه تدريجيًا، والسعي وراء الاستقلالية، والاقتراب أكثر من أصدقائه.
هذه الخطوات دليل على تطوره النفسي والاجتماعي، لكنها قد تكون مؤلمة للأم التي اعتادت على ارتباط عاطفي عميق معه منذ ولادته.
الشعور بالفقدان أو بأن "الطفل لم يعد يحتاج الأم" ليس سوى انعكاس لتغير الدور، وليس دليلًا على رفض الطفل لها أو الاستغناء عن حبها.
لماذا يحدث الانفصال بين الأم والطفل؟
الانفصال مرحلة طبيعية في نمو الطفل، حيث يبدأ في:
-
بناء هويته الخاصة واكتشاف العالم من حوله.
-
تقليل التواصل الجسدي مثل الاحتضان، وزيادة طلب الخصوصية.
-
التعبير بطرق مختلفة عن احتياجاته العاطفية.
كل هذه التغيرات لا تعني نهاية دور الأم، بل بداية شكل جديد من العلاقة أكثر نضجًا وعمقًا.
كيف تتجاوز الأم صدمة الانفصال؟
1. الوعي بمرحلة النمو
تقبّل أن هذه المرحلة ضرورية لنمو الطفل السليم يساعد الأم على التكيف بشكل أفضل.
2. إعادة صياغة الدور
الأم لا تفقد دورها بل تعيد تشكيله لتصبح داعمة، مرشدة وصديقة للطفل.
3. الاستثمار في التواصل الجديد
إيجاد طرق جديدة للتواصل، مثل الحوارات المفتوحة والمشاركة في الأنشطة، مع احترام خصوصية الطفل.
4. الاعتناء بالنفس
الاهتمام بالذات والبحث عن أنشطة شخصية يُعيد للأم التوازن والطاقة.
5. طلب الدعم
مشاركة التجربة مع أمهات أخريات أو مختصين نفسيين يساعد في تجاوز المشاعر الصعبة.
لحظة إدراك أن "ابني لم يعد يحتاجني كما كان" قد تبدو موجعة، لكنها في الحقيقة بداية مرحلة جديدة في علاقة الأم بابنها، فالحب لا ينتهي بالانفصال، بل يتطور ليأخذ شكلاً أعمق وأكثر نضجًا، يحافظ على مكانة الأم الثمينة في قلب ابنها مدى الحياة.