”من الضالع إلى المكلا… وانقطاع كامل: لماذا لم يصل الشاب مراد؟ ”

تتصاعد المخاوف وتنشر الأمل بين أفراد أسرة الشاب مراد عبدالواحد علي خالد (17 عامًا)، من قرية النجيد بمديرية جحاف بمحافظة الضالع، بعدما فقدت أي أثر له منذ أكثر من أربعة أيام، في ظل غياب كامل لأي معلومة عن مصيره أو مكان وجوده.
216.73.216.105
وأفادت الأسرة في نداء عاجل ومُلحّ أطلقته عبر وسائل التواصل الاجتماعي والجهات الرسمية، أن الشاب غادر منزله يوم الاثنين الموافق 8 سبتمبر 2025، مُستقلًا مركبة خاصة متوجهاً إلى مدينة عدن، بهدف الانتقال منها إلى محافظة حضرموت لزيارة خاله المقيم في مدينة المكلا، حيث يقضي عطلته الصيفية وينوي العودة بعد أيام قليلة.
لكن لم يصل مراد إلى عدن، ولا إلى المكلا، ولم يتواصل مع أي من أفراد أسرته أو أصدقائه منذ لحظة مغادرته، مما دفع الأسرة إلى القلق الشديد، وبدء حملة بحث واسعة في كل المحطات والطرق التي قد يسلكها المسافرون بين المحافظات، دون جدوى حتى الآن.
وأكدت الأسرة أن الشاب كان يحمل معه مبلغًا ماليًا صغيرًا فقط، ولم يكن يحمل أي وثيقة رسمية تثبت هويته — مثل بطاقة الهوية الوطنية أو شهادة الميلاد — ما يجعل التعرف عليه في حال تم العثور عليه في أي نقطة تفتيش أو مستشفى أو مركز شرطة أمرًا بالغ الصعوبة، بل وخطيرًا في ظل الظروف الأمنية والاجتماعية الحالية.
ووصف أحد أقارب الشاب، وضع مراد بأنه "شاب هادئ، ملتزم، لا يخرج إلا لضرورة، ويحب العائلة كثيرًا، ولم يُعرف عنه أي سلوك غير طبيعي أو نية للهروب"، مشيرًا إلى أن غيابه "غير مبرر تمامًا"، وأنه "ليس من طبيعته أن يقطع الاتصال بهذه الطريقة".
وتشير مصادر محلية إلى أن هناك عدة مسارات تربط بين الضالع وتعز وعادن وحضرموت، وتضم نقاط تفتيش ومحطات حافلات ونقاط توقف، وقد باشرت أسرة الشاب بالاتصال بجميع هذه النقاط، بالإضافة إلى مراكز الشرطة والأمن في عدن وحضرموت، لكن دون أي رد إيجابي حتى اللحظة.
وفي هذا السياق، ناشدت الأسرة جميع الجهات الأمنية والعسكرية والمدنية في محافظات الضالع وعدن وحضرموت، وخصوصًا في مديريات الشيخ عثمان وساحل عدن وساحل حضرموت والمكلا، بالبحث في المستشفيات والمشافي الحكومية والخاصة، ونقاط التفتيش، ودور الإيواء، ومحطات الحافلات، ومحطات الوقود، وأي أماكن قد يلجأ إليها مسافر مجهول الهوية.
كما ناشدت الأسرة جميع المواطنين والسكان في المناطق المارة بها المسارات بين المحافظات، وخاصة أولئك الذين يعملون في مجال النقل أو يمتلكون معلومات عن مسافرين مجهولي الهوية، بالتعاون الفوري وتقديم أي معلومة، ولو كانت صغيرة، لأنها قد تكون "الخيط الذي ينقذ حياة شاب لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره".
وأشارت الأسرة إلى أنها مستعدة لتقديم أي معلومات إضافية، بما في ذلك صور حديثة للشاب، ووصفًا دقيقًا لملابسه وقت اختفائه ودعت الأسرة عبر وسائل الإعلام المحلية والوطنية إلى نشر هذا النداء على أوسع نطاق ممكن، مؤكدة أن "كل مشاركة هي فرصة، وكل رسالة قد تكون نجاة".