ترمب يهاجم الاعتراف بفلسطين ويهاجم سياسات الطاقة الخضراء

في خطاب مثير للجدل أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، شن الرئيس الأميركي دونالد ترمب هجومًا مزدوجًا على الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، وعلى السياسات البيئية التي تدفع نحو التحول إلى الطاقة الخضراء، واصفًا إياها بأنها "خدعة مكلفة" تهدد الاقتصاد الأميركي وتضعف الصناعات الوطنية.
القضية الفلسطينية رفض الاعتراف الأحادي
216.73.216.39
ترمب انتقد بشدة الدول الأوروبية التي أعلنت مؤخرًا اعترافها الرسمي بدولة فلسطين، معتبرًا أن هذه الخطوة "غير مسؤولة وتعرقل جهود السلام"، مضيفًا أن "الاعتراف الأحادي مكافأة للإرهاب"، في إشارة إلى استمرار وجود حركة "حماس" في غزة.
وتأتي تصريحاته بعد إعلان إيرلندا وإسبانيا ودول أخرى دعمها لحل الدولتين، وسط تصاعد المطالب الدولية بإنهاء الحرب في غزة، التي دخلت عامها الثاني وأسفرت عن عشرات آلاف الضحايا.
الطاقة الخضراء تهديد اقتصادي أم خيار مستقبلي؟
في ملف المناخ، وصف ترمب السياسات البيئية الغربية بأنها "خدعة مكلفة"، مؤكدًا أن "الاعتماد المفرط على الطاقة المتجددة سيؤدي إلى انهيار منظومة الطاقة الأميركية، ويفتح الباب أمام الصين للهيمنة على السوق العالمي".
ويعكس هذا الموقف استمرار توجهات ترمب نحو تعزيز الوقود الأحفوري، ورفض القيود البيئية التي يرى أنها تعرقل النمو الصناعي، في تناقض واضح مع توجهات الاتحاد الأوروبي وكندا نحو الحياد الكربوني.
ردود فعل دولية وانقسام في الرؤى
-
رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز رد على تصريحات ترمب بشأن فلسطين قائلاً: "غزة أرض للفلسطينيين ويجب أن تبقى كذلك".
-
وزيرة البيئة الألمانية وصفت هجوم ترمب على الطاقة الخضراء بأنه "رجوع إلى الوراء في مواجهة أزمة المناخ".
-
الأمين العام للأمم المتحدة دعا إلى "خطاب مسؤول يراعي التحديات الإنسانية والبيئية".
ترمب يعيد تشكيل الخطاب الأميركي
يرى الدكتور فادي العلي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة برينستون، أن "ترمب يستخدم ملفات فلسطين والمناخ لإعادة تأكيد هويته السياسية أمام ناخبيه، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية". ويضيف أن "هذه التصريحات تعكس انقسامًا عالميًا في الرؤى، بين من يسعى لحلول دبلوماسية وإنسانية، ومن يفضل مقاربات أمنية واقتصادية صارمة".
تصريحات ترمب أمام الأمم المتحدة أعادت تسليط الضوء على الانقسامات الدولية بشأن القضية الفلسطينية، وأثارت جدلًا واسعًا حول مستقبل سياسات المناخ والطاقة. وبينما تتباين المواقف، يبقى السؤال الأهم: هل يستطيع المجتمع الدولي تجاوز هذه الانقسامات، أم أن العالم يتجه نحو مزيد من الاستقطاب السياسي والبيئي؟
أقراايضا:شركات أجنبية تضخ 1.6 مليار دولار في مشروعات الغاز المصرية | المشهد اليمني